المؤتمر الصحفي المشترك لوزيرة الخارجية ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

عقدت وزير الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، «نجلاء المنقوش» ، اليوم الخميس، مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «جيمس كليفرلي»، جاء فيه:

وزير الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، «نجلاء المنقوش»

السيد جيمس نرحب زيارتكم لليبيا وزيارة وزير الدفاع ونثمن دعمكم لحكومة الوحدة الوطنية، ونثمن التميز والانخراط البريطاني لإنجاح مخرجات مؤتمر برلين، الهادف لإستقرار ليبيا وإنجاح العملية السياسية ونتطلع لدعمكم للرؤية الليبية خلال مؤتمر برلين 2.

نرحب بالإهتمام الشخصي لرئيس الوزراء البريطاني بالشأن الليبي كما نرحب بعرض بريطانيا تقديم الدعم الفني لدعم المسار السياسي، والعملية الانتخابية.

كما نقدر استعداد بريطانيا للعمل للضغط على الدول المتدخلة في ليبيا، دعماً لمساندة ليبيا على اتخاذ قرارها السياسي والسيادي بنفسها.

نؤكد على ضرورة تنسيق وتعزيز المواقف الدولية تجاه الأزمة الليبية من خلال إنشاء مجموعة استقرار ليبيا، برئاسة ليبية ونتطلع لدعم المملكة المتحدة لها.

انخراط ليبيا وإنسجام مواقفها الرسمية مع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بليبيا، والتصميم الدولي بالخصوص يقابله إرادة ليبية راسخة للوصول للإستقرار.

نؤكد بوجودكم ومن خلالكم لدول الجوار وللمنطقة وللعالم أجمع بأن ليبيا لن تكون قاعدة خلفية لا رسمياً ولا فعلياً لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ولن تكون أراضيها وأجوائها قاعدة لأي قوة كانت ولا دولة بإستثناء الدولة الليبية نفسها.

نتطلع لبدء شراكة استراتيجية مع المملكة المتحدة في جميع المجالات ونؤكد على أهمية التعاون في جميع المجالات أهمها الأمنية والإدارية والمالية، ودعم تطوير هذه القطاعات.

ندعوكم لعودة عمل السفارة في طرابلس ولإفتتاح قنصلية في بنغازي.

وزير بريطانيا لشؤون الشرق الأوسط، جيمس «كليفيرلي»

وزيرة الخارجية شكرا لك. أتقدم بالشكر والتقدير العميق ، على حسن الإستقبال وكرم الضيافة من قبل جميع الليبيين خلال زيارتي إلى ليبيا .

إنه من دواعي سروري زيارة طرابلس في هذه الأوقات المفصلية لليبيا بأسرها وجميع الشعب الليبي.

حيث تم إحراز تقدم مبدئي في العملية السياسية. بعد اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020 ، والعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة ، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي صاغته المملكة المتحدة في أبريل من هذا العام. أصبح لدى الليبيين الآن فرصة حقيقية لكتابة الفصل التالي في تاريخ بلادهم. ستكون الخطوة التالية هي اجراء الانتخابات في شهر ديسمبر. يعتمد الأمر الآن على مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة لإثبات قدرتهما على إحداث تغيير إيجابي حقيقي بصفتهم ممثلين عن الشعب الليبي. يمكنهم القيام بذلك من خلال الاستجابة القوريك لدعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة، يان كوبيش، لتوضيح الأساس التشريعي والدستوري قبل مؤتمر برلين في وقت لاحق من هذا الشهر.

يجب أن تكون الانتخابات نقطة انطلاق نحو سنة 2022 لتكون سنة أكثر إشراقًا لليبيا. سوف تتطلب الانتخابات الناجحة أكثر من مجرد تشريعات فحسب. فيجب على حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية القيام بالعمل الجاد، بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمجتمع الدولي. يجب أن تضمن الحكومة وجود بيئة مواتية لإجراء انتخابات آمنة ونزيهة وشاملة. ويشمل ذلك اجراء تدابير لتمكين المرأة من المشاركة الكاملة والعادلة والهادفة – كمرشحة وناخبة.

أهنئ السيدة منقوش على كونها أول وزيرة للخارجية في ليبيا. كما أنها خامس امرأة تشغل منصب وزير الخارجية في العالم العربي. ويجب أن تكون مصدر إلهام للنساء والرجال الليبيين للعمل والمثابرة، بما في ذلك العمل على نجاح عملية الانتخابات في ديسمبر.

لقد مرت ليبيا بأوقات عصيبة منذ عام 2011. ولكن ما يُوّحد الشعب الليبي أكبر بكثير مما يُفرّقهم. أحد المبادئ الي تجمع الليبيين هو رفض التدخل العسكري الأجنبي في بلادهم ، بما يتعارض مع حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. لقد كان موقفنا واضحاً مع وزير الخارجية اليوم ، تمامًا كما فعلت المملكة المتحدة مع الشركاء الدوليين – أنه يجب سحب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون أي تأخير.

تقوم العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة وليبيا على أسس متينة. كثيرًا ما يتم تذكيرنا نحن في الخارجية البريطانية وموظفي سفارتنا في طرابلس، من قبل مختلف الأطياف السياسية الليبية، بالروابط التاريخية المهمة بين بلدينا. تريد المملكة المتحدة تعميق علاقاتها مع ليبيا – ثقافيًا وتجاريًا. يسعدني أنه في عام 2020 ، من خلال المجلس الثقافي البريطاني ، شارك أكثر من 500 شاب وشابة من جميع أنحاء ليبيا ، في التدريب على المناظرات والحوارات السياسية ، وخضع أكثر من 600 شخص لخدمات المجلس الثقافي البريطاني في ليبيا، سواء كان ذلك التدريب على اللغة الإنجليزية للتعليم العالي الدولي أو الاختبارات الدولية للإمتحانات المدرسية في المملكة المتحدة.

وقد تجلت رغبة المملكة المتحدة في القيام بمزيد من الأعمال التجارية في ليبيا من خلال تعيين رئيس الوزراء البريطاني لمبعوث تجاري جديد إلى ليبيا ، وآمل أن يزور ليبيا قريبًا ، تزامنا مع زيارة الشركات البريطانية إلى ليبيا، التي ندرك أنها حريصة على زيادة نشاطاتها في ليبيا.

في مجال التجارة ، ناقشتُ مع وزير الاقتصاد والتجارة الليبي، هدفنا المشترك المتمثل في زيادة روابطنا التجارية. يسعدني أن أكون قادرًا على الإعلان عن مشروع الدعم البريطاني لشبكة الكهرباء في ليبيا ، من خلال إضافة إمدادات الطاقة المتجددة واستخدام تدابير كفاءة الطاقة. سيضمن ذلك إمدادًا أكثر استقرارًا للكهرباء للشعب الليبي ، بالإضافة إلى المساعدة في دعم الخطط الليبية لتقليل انبعاثات الكربون قبل قمة المناخ (كوب 26).

سررت للغاية بدعم حكومة الوحدة الوطنية لاتفاقية باريس للمناخ ، وعزمها على عرضها على مجلس النواب للتصديق عليها. يوضح هذا التزام الليبيين بالتصدي لتغير المناخ ، ويظهر أيضًا ما يمكن تحقيقه من خلال ليبيا أكثر استقرارًا. تتطلع المملكة المتحدة إلى استضافة الوفد الليبي البارز، الذي سوف يشارك في قمة كوب 26 في نوفمبر في غلاسكو. كما يتطلع رئيس الوزراء البريطاني ، بوريس جونسون ، إلى الترحيب برئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة في لندن في الأسابيع المقبلة. وهذه ستكون زيارة في الوقت المناسب وستتمحور حول التحضيرات لمؤتمر برلين القادم.

إن كل هذه الجهود ما هو الا انعكاس لرغبة المملكة المتحدة في أن تكون “قوة من أجل الخير” في ليبيا وفي المنطقة ككل.

نحن نفخر بدعم المنظمات الليبية والمجتمع المدني في ليبيا وهم يعملون معًا لبناء ليبيا أكثر أمانًا واستقرارًا. وهذا يشمل دعمنا لجعل المناطق آمنة للمواطنين ، من خلال دعم مشاريع إزالة الألغام. كما ندعم مبادرات بناء السلام المحلية ، مع التركيز بشكل خاص، على الناشطات النساء من بناة السلام. ليبيا هي دولة ذات أولوية لجهود المملكة المتحدة في مجال المرأة والسلام والأمن، وكما يسعدنا دعم المنظمات النسائية التي تعمل على مكافحة الجائحة العالمية (فيروس كورونا).

آمل أن يِظهر هذا الدعم البريطاني ، بالإضافة إلى وجودي اليوم في ليبيا، رغبة المملكة المتحدة القوية في الوقوف جنبًا إلى جنب مع جميع الليبيين – في الشرق والغرب والجنوب ، وهم يتخذون الخطوات الحاسمة نحو مزيد من الاستقرار والمصالحة والوحدة الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *